تخطى إلى المحتوى الرئيسي

مصدر 9.2: أهمية المساحات الخضراء في المدن والاماكن السكنية



أولاً: الأنشطة الإنسانية[1]



  يعتبر التلوث بالغازات الناتجة عن الحياة اليومية للإنسان وممارساته من المشاكل الخطيرة التي تواجه العالم حيث ينفق العالم مليارات الدولارات للتقليل من هذا التلوث الخطير وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون والذي كان له الدور الأساسي في ظاهرة الاحتباس الحراري  وتدهور طبقة الأوزون.

w


w

 وهنا يأتي دور النبات بوصفه عاملاً أساسياً لامتصاص هذه الزيادة الكبيرة في غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك عن طريق عملية التمثيل الضوئي، وقد أثبت العلم الحديث أن الهكتار الواحد من الغابات أو ما شابهها من المساحات الخضراء يستهلك 8 كلجم من ثاني أكسيد الكربون في الساعة أي ما يعادل ما يفرزه 200  شخص من ثاني أكسيد الكربون أثناء الزفير في كل ساعة، من جهة أخرى تقوم النباتات بإفراز غاز الأكسجين والذي يعتبر عصب الحياة للكائنات الحية. كما تعمل أوراق الأشجار بأشكالها وأسطحها المختلفة على اصطياد الذرات الصلبة المحمولة في الهواء مما يجعلها عاملاً مساعداً وضروري لتنقية الهواء الذي يتنفسه الإنسان.



من جانب آخر فإن الحياة المدنية تتميز بالصخب الناتج عن حركة المرور والطيران وازدياد المصانع وغير ذلك مما يؤثر على بيئة وصحة قاطني هذه المدن، وقد وجد أن أنسب الوسائل وأرخصها هو استخدام النباتات لامتصاص هذه الضوضاء.

ص


 إن مهمة المساحات الخضراء هو ترشيح وتنقية مخاليط الهواء من الشوائب الترابية والغبار ومن المركبات الغازية مثل كلوريد الهيدروجين وغيره لغرض خلق وتكوين اضطراب ميكانيكي منظمTURBULENCE  لتيارات الهواء، والمغروسان بمختلف أنواعها تقاوم الهواء الملوث في الاتجاهات غير المرغوبة.



 وإذا كان خبراء تخطيط المدن ينصحون بالتشجير حول المباني والى أقصى حد ممكن غير مبالغين في تقدير دور النبات، فان الملاحظ اليوم في أكثر مخططات المدن الابتعاد عن التشجير أو متابعة مناطق خاصة فيما يعرف بالتجديد الحضري، أن الذي ينظر إلى المدن في الوطن العربي، بغداد، دمشق، طرابلس، الدار البيضاء، نواكشوط ، الخرطوم وغيرها يجد غياب المرافق الترفيهية خوصا الحدائق ويلاحظ الإهمال الواضح بالمساحات الخضراء، وان وجدت فهي ليست على المستوى المطلوب وبعيدة عن المعايير العالمية المعمول بها في اغلب دول العالم، من حيث نسبة المساحات الخضراء للسكان، مما يدل على غياب التخطيط الأمثل للمدن العربية.



ثانياً: المساحات الخضراء وأثرها على المناخ     



ص

يعتبر إدخال العنصر النباتي في شكل شجيرات أو حدائق أو أحزمة واقية من أهم العوامل التي تساعد في انخفاض درجة الحرارة نهاراً في الصيف، علاوة على ذلك تساعد زيادة الرقعة الخضراء في الحيز العمراني على رفع درجة الرطوبة النسبية تحت ظروف المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي والمعروفة بانخفاضها خلال فترة الصيف وذلك لقدرة النبات على امتصاص الماء وسعة المساحة الكلية لأوراقها، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن ما يبخره هكتار واحد من الغابة أكثر مما يتبخر من هكتار من سطح الماء.



من جانب آخر يلاحظ أن الأشجار لها تأثير كبير على حركة الرياح واتجاهها بحيث يكون لها تأثيراً واضحاً في الحد من حركة الرياح القوية الجافة والحارة في المناطق القاحلة والتي تحمل معها الغبار والرمال مما يسبب الكثير من الأضرار الميكانيكية وتؤثر تأثيراً مباشراً على البيئة وخاصة في المناطق المهددة بالتصحر والتي تسود العديد من الأقطار العربية.


 

w

  كما أن للخضرة أهمية خاصة في حجب وتقليل الانعكاسات الضوئية القوية المنعكسة عن الجدران والمسطحات المائية وبذلك تقلل من آثارها السلبية على البصر والجهاز العصبي.




ثالثاً: قلبك والمساحات الخضراء.. دراسة تكشف علاقة مثيرة[2]


تشير دراسة صغيرة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في أحياء بها مساحات خضراء أكبر ربما يقل توترهم وخطر إصابتهم بأزمات قلبية وجلطات دماغية بالمقارنة مع سكان الأحياء التي لا تتوافر فيها مناطق خضراء كثيرة.


ص

وذكر باحثون في دورية جمعية القلب الأميركية أنه على مستوى السكان ككل يتم الربط منذ فترة طويلة بين المساحات الخضراء في المناطق السكنية وتراجع خطر الوفاة نتيجة مرض في القلب ومشكلات في الجهاز التنفسي وتراجع خطر دخول المستشفى بسبب حالات مثل الأزمات القلبية والجلطات الدماغية.



ومن أجل هذه الدراسة، اختبر باحثون مجموعة من المؤشرات الحيوية للتوتر وخطر الإصابة بأمراض القلب في عينات دم وبول 408 مرضى في مستشفى لأمراض القلب في لويفيل بولاية كنتاكيواستخدم الباحثون أيضا بيانات للأقمار الصناعية من إدارة الطيران والفضاء (ناسا) وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية لتقدير حجم المساحات الخضراء حيث يعيش كل فرد.

ص


w

ووجدت الدراسة أن مستويات هرمون الأدرينالين كانت أقل في عينات بول سكان الأحياء التي بها مساحات خضراء بالمقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في مناطق بها مساحة خضراء أقل مما يشير إلى تراجع مستويات التوتر. كما قل لديهم أيضا مؤشر الإجهاد التأكسدي.



 وبالإضافة إلى ذلك، زادت قدرة الأشخاص الذين يعيشون في مساحات خضراء أكثر على الاحتفاظ بشرايين دم صحية بالمقارنة مع من يعيشون في مساحات خضراء محدودة. وقال أروني باتناغار، كبير معدي الدراسة، إن "كلا من حجم وقوة تأثير الخضرة على الصحة أمر مثير للدهشة. "إذا تأكدت نتائج هذه الدراسة فسيعني ذلك أن التفاعل المستمر مع الطبيعة ربما يكون أحد وسائل الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب". 


الآن، حاول عزيزي الطالب تلخيص ما ورد أعلاه، آخذاً بعين الاعتبار أن علينا نحن كأفراد ومواطنين أن نساهم في زيادة المساحات الخضراء لما لها من نفع لنا كأفراد وللكائنات الأخرى ولكوكبنا الأرض.

ص


[1] http://alafak-algeographg.blogspot.com/2012/05/blog-post_8915.html